القائمة الرئيسية

الصفحات

المسيا في الاناجيل الازائية

 


المسيح
 

 

دوما ما ستسمع ان الانجيل الرابع هو من جعل من المسيح الها اما الاناجيل الازائية فكانت تقدمه على اساس كونه معلم يهودي " راباي " عظيم وليس أكثر من ذلك . ولأننا قد درسنا نصوص الانجيل الرابع الذي يعج بملء الوهية الابن من اول كلمة فيه " وكان الكلمة الله " الى اخر كلمة فيه " فقال له ربى والهى " سنتجه الى دراسة كرستولوجيا الاناجيل الازائية وهل فعلا قدمت يسوع بكونه مجرد راباي يهودي ام انه " ليس مجرد انسان "

المسيا

رب داود

لعلك قد تكون قراءته حوار يسوع مع الفريسيين في ضوء المزمور 110 عن سؤالهم كيف ان داود يدعو المسيا ربا بالروح وهو ابنه ؟؟؟

لم يقدم لنا يسوع جوابا ولا الفريسيين . وكان الكتاب قاصد ذلك فهو لم يكن سؤالا يحتاج لجواب لان الجواب سيقودك للنتيجة الحتمية ان المسيا هو اعلى من الملك داود، فداود نفسه يدعو المسيا ب " ربى " فهذا السؤال هو من نوع الاسئلة الجدلية التي كان لها نضيرتها في الهاجادا انن تطرح سؤال فيه شيئين متناقضين روبرت مونس ينقل هذه الملاحظة من ستندهال هذا النوع الجدلي من الاسئلة نتيجته ان يسوع هو الابن الحقيقي لداود وهو نفسه رب داود[1]

يقول دونالد هيجنر ان النقطة من السؤال الموجه للفريسيين بوضوح هو رفع عقيدة المسيا من مجرد كائن بشرى مميز الى الشخص الذي يظهر حضور الله والشخص الذي له داود كان يقول " ربى " [2]

 

هذا العبارة التي اقتبسها يسوع من المزمور وواجه بها الفريسيين عن حقيقة شخصه يقول ار تي فرانس انها من العبارات المفتاحية لفهم المسيحين الاوائل لدور يسوع[3]

ويكمل ويقول ان مصطلح ربى في العبرية ليس هو نفس اللفظة المستخدمة في كلمة الرب التي تمثل اسم الله . كلمة ربى توضح بوضوح ان هذا الشخص في مكانة اعلى من المتكلم، داود . وحينما استخدم داود هذا المصطلح هو كان موحى به من الروح فكان يتكلم كنبي . لذلك فالمسيا بوحي الهيا وصف بانه اعلى من داود.[4]

فهذه هي جدلية يسوع سلومان ان بالنسل البشرى المسيح هو ابن داود ولكن داود حينما تكلم بالوحى عن المسيا قال ربى هذا المصطلح الذي لا يوجد انسان ان يوجهه لابنه البشرى لذلك المسيا لابد وان يعتبر أكثر من انسان . فكونه انسان فهو من نسل داود وكونه الهيا فهو ربه واليهود لم يجيبوا عن هذه الجدلية لأنهم مقتنعين تماما بمسيانية المزمور [5]

يقول دافيز واليسون ان هنا في تناقض واضح فكيف يكون الشخص الجالس عن يمين الله وخوطب بالرب هو ابن داود

فالابن يمكن ان يدعو ابوه برب ولكن الاب لا يتحدث هكذا لابنه . الصمت من الفريسيين بين انه لا يوجد حل ولكن الحل بالنسبة للمسيحين سهل ويعرفون انه يحل في يسوع فبالرغم من كونه المسيا الاتي من نسل داود الا انه مجد الى يمين الله وملك بكونه " الرب "[6]

 

ويقول فتزمير فكيف يكون ابنه في مجتمع البطاركة يمكن ان يدعو الابن ابوه رب وليس العكس لذلك يمكن يكون الابن اقل من الاب ولا يمكن العكس . فالمقصود به في سؤال يسوع ان المسيا ليس مجرد ابن داود[7]

 

فمن هو اذن ؟

هو الجالس عن يمين الله

تأكدنا ان يسوع وجه الفريسيين لكونه أعظم من داود واعلى منه وانه ليس مجرد انسان، فمن هو ؟

الزمور يرد علينا بان الملك المسيا يجلس عن يمين يهوه . يمين يهوه بمعنى مكان توقير يهوه نفسه علامة للمباركة على ملكه وتسلطه على الكل.[8]

فيقول جون نولاند ان عن يمين هو مكان العظمة والسيطرة واعطى امثله على ذلك.[9]

واخيرا يقول داريل بوك ان هذا المزمور الملوكي يصف السلطة لابن داود الموعود به فهو صوره عن يمين الله كصورة انه الحاكم مع الله.[10]



[1] Robert H. Mounce, New International Biblical Commentary: Matthew (Peabody, MA: Hendrickson Publishers, 1991), 211.

[2] Donald A. Hagner, vol. 33B, Word Biblical Commentary : Matthew 14-28, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 651.

[3] R. T. France, vol. 1, Matthew: An Introduction and Commentary, Tyndale New Testament Commentaries (Nottingham, England: Inter-Varsity Press, 1985), 325

[4] R. T. France, vol. 1, Matthew: An Introduction and Commentary, Tyndale New Testament Commentaries (Nottingham, England: Inter-Varsity Press, 1985), 325

[5] A. Sloman, Brooke Foss Westcott and Fenton John Anthony Hort, The Gospel According to St Matthew : Being the Greek Text, Includes Indexes., Rev. and repr. with additional notes. (London: Macmillan, 1912), 124.

[6] W. D. Davies and Dale C. Allison, A Critical and Exegetical Commentary on the Gospel According to Saint Matthew (London; New York: T&T Clark International, 2004), 254.

[7] Joseph A. Fitzmyer, S.J., The Gospel According to Luke X-XXIV: Introduction, Translation, and Notes (New Haven; London: Yale University Press, 2008), 1315.

[8] Joseph A. Fitzmyer, S.J., The Gospel According to Luke X-XXIV: Introduction, Translation, and Notes (New Haven; London: Yale University Press, 2008), 1315.

[9] John Nolland, vol. 35C, Word Biblical Commentary : Luke 18:35-24:53, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 973.

[10] Darrell L. Bock, Luke, The IVP New Testament commentary series (Downers Grove, Ill.: InterVarsity Press, 1994), Lk 20:41.


تعليقات

التنقل السريع