تدوينة عن محاكم التفتيش ... (3)
من وحي مقال لأحمد صبحي منصور ...
أخطر محطات محاكم التفتيش في تاريخ
المسلمين هي النهاية الغامضة للصحابي سعد بن عبادة زعيم الأنصار . المقتول في بلدة
حوارين بالشام . وقد كان سعد بن عبادة مرشح الأنصار للخلافة في بيعة السقيفة .
ولكن انتهت الأحداث ببيعة أبي بكر ، ورفض سعد بن عبادة مبايعته ، ورى الطبري في
تاريخه أن عمر هدد سعد بن عبادة[1] وتولى
عمر الخلافة ورفض سعد أيضاً مبايعته، وذكر المؤرخ ابن سعد[2] تهديد
عمر لسعد إلى درجة أن سعد خاف على حياته في المدينة مسقط رأسه ، لذلك ترك أهله
وهاجر إلى الشام ، وتكملة القصة نعرفها من المؤرخ البلاذري[3] الذي يذكر مقتل سعد ابن عبادة في حوارين بالشام
لأنه صمم على رفض البيعة لأي قرشي ، وأشيع أن الجن هى التي قتلت سعداً ، وقالت في
اغتياله شعراً .
هنا لا نجد محاكمة سياسية أو فكرية ،
بل نرى مصلحة سياسية تحتم التخلص من زعيم الأنصار لتوطيد الخلافة القرشية ، ولكنها
البداية الأولى في التخلص من الخصوم السياسيين، بدون محاكمة سياسية ، أو محاكمة
فكرية تكفيرية للتمويه على الغرض السياسي.
تعليقات
إرسال تعليق