كيف
يتم التعامل مع اقتباسات آباء الكنيسة في ECM
ترجمة كريستوفر انس
·
منذ بداية العمل النقدي على نصوص العهد الجديد اليوناني،
لعبت اقتباسات
الكتاب المسيحيين الأوائل
دورًا بارزًا في البحث في التاريخ النصي
Nestle/Aland,
Novum Testamentum Graece 28, 78*.
·
إن تأسيس نص العهد الجديد عن طريق آباء الكنيسة له أهمية
إستراتيجية للتاريخ والنقد النصي. إنه يوضح لنا كيف ظهر النص في أوقات وأماكن
معينة: هذه معلومات لا يمكننا العثور عليها في أي مكان آخر
K.
Aland/B. Aland, The Text of the New Testament, 168.
الاقتباسات الآبائية هي شهود على نص المخطوطات التي
استخدمها آباء الكنيسة. شهادتهم مهمة للغاية للنقد النصي ولإعادة بناء الشكل
الأولي لنص العهد الجديد. ميزة الاقتباسات للنقد النصي هي أنه يمكننا بشكل أو بآخر
التأكد من تاريخ ومكان آباء الكنيسة. إذا كان نص مؤلف معين قابل للاسترداد، فيمكن
استخلاص استنتاجات فيما يتعلق بالنص الكتابي المتداول في عصره.
عند فحص اقتباسات أب كنسي ما، من المهم ملاحظة منهجه المحدد
في الاقتباس لأن بعض المتغيرات الموجودة في الكتابات الآبائية تعود إلى الطريقة
التي تعامل بها المؤلف مع النص. لذلك، من الضروري تحديد ما إذا كان الأب قد اقتبس
النص الكتابي بشكل حرفي أو غير حرفي، إذا كان قد أشار إليه أو أعاد صياغته فقط.
في قاعدة بياناتنا للاقتباسات
من أعمال الرسل، توجد ثلاث فئات رئيسية تحت عنوان "الاستشهادات"
1.
الاقتباس
2.
اقتباس بالمعنى/تكييف
3.
التلميحات
الاقتباس
وفقًا لـ د. أ. كوخ، فإن الاقتباس هو "التبني الواعي
للصياغة الخارجية المكتوبة (أو الشفهية في أحيان نادرة)، والتي يستنسخها المؤلف في
كتاباته الخاصة ويمكن التعرف عليها على هذا النحو 1
اقتباسات بالمعنى
لأغراضنا في ECM، يتم التعامل مع الاقتباسات بالمعنى عمومًا
مثل الاقتباسات الحرفية حيثما يتم تعديل صياغتها وفقًا لسياق نص أب الكنيسة. يمكن
تحديد التغييرات الصغيرة بشكل خاص فيما يتعلق بالنص الكتابي الأصلي. يتلاءم
التعريف التالي الذي قدمه د. كارول أوزبورن للتكييف مع تعريفنا للاقتباس بالمعنى: "هو اقتباس من نص
معروف، غالبا ما يكون خاليا من الصيغ التمهيدية، وحيث يحفظ البناء اللفظي
والتركيبي وينسج بشكل غير ملحوظ
في السياق و/أو التركيب اللغوي لآباء الكنيسة في أجزاء أقل أهمية من النص." 2
تلميح
وفقًا لأوزبورن، تُعرَّف التلميحات على أنها "إشارة
إلى محتوى فقرة كتابية معينة يكون موجودا فيها بعض التشابهات اللفظية أو الموضوعية،
ولكنها تعكس النية لإعطاء جوهر النص فقط بدلاً من الاستشهاد به لفظا." 3
يؤدي الاقتباس وظيفته عندما يستطيع القارئ تحديده كاقتباس.
من أجل التأكد من أن الاقتباس واضح، يمكن للمؤلف استخدام كلمات توضح الاقتباس.
بهذه الطريقة يُظهر نيته في الاستشهاد بنص، على سبيل المثال، ὡς ἐν τα ῖς Πράξεσι τῶν ἀπ οστόλων πτ απται و ἐν δὲ τα ῖς Πράξεσιν ὁ Λουκᾶς γράφει.
عندما يتم الاستشهاد بمقطع أطول وفقًا لتقليد المخطوطات،
فمن المحتمل جدًا أن يكون اقتباسًا. وعلى العكس من ذلك، فإن إعادة تتكون من إعادة
كتابة حرة أو فضفاضة لنص أجنبي4. يمكن رؤية تلميح غامض حيث يستخدم المؤلف
"صيغة تقليدية واحدة، وهي، مع ذلك، متداخلة بالكامل في العرض الخاص بها.5
بشكل عام، يمكن التمييز بين الاقتباس مقارنة بالتلميح من
خلال كونه استنساخا أكثر دقة للصياغة الأصلية، والتي تتطابق مع صياغة واحدة أو
أكثر من المخطوطات اليونانية.
في كثير من الأحيان، يستخدم آباء الكنيسة الاقتباس لدعم نهج
تفسيري معين، مما يدل على أنهم لا يخشون تعديل مقطع ما لصالح سياقهم النحوي أو
النصي. على عكس الناسخ، الذي يكون هدفه الوحيد (أو يجب أن يكون) استنساخ المخطوطة
بدقة، قد يكون لدى الآباء أجندة لاهوتية معينة ويحاولون مطابقة الاقتباس بأغراضهم.
من أجل تحقيق ذلك، غالبًا ما يتم استبدال كلمات الوصل مثل δέ و γάρ و
καί وما إلى ذلك أو حذفها أو تغييرها، خاصة في البداية. ومن
الأمور ذات الصلة أيضًا بدقة الاقتباسات هي الطريقة التي يتعامل بها الأب مع مادة
مصدره: هل يقتبس بدقة أم بحرية من الذاكرة؟ نجد أيضًا أن الاقتباسات يتم الاستشهاد
بها بشكل فضفاض في البداية ويتم الاستشهاد بها بدقة بعد ذلك بفترة وجيزة أو العكس.
غالبًا ما يكون الفرق بين الاقتباس بالمعنى والتلميح مائعا.
هذا يعني أن أحد أجزاء الشاهد الآبائي يمكن أن يكون تلميحا بينما الجزء الآخر يمكن
التعامل معه على أنه اقتباس مباشر.
هل غير المؤلف نص العهد الجديد
من أجل الأسلوب أو لملاءمة موقفه اللاهوتي؟ بعض العوامل المهمة ضرورية لتقييم
أهمية النص في الاقتباس:
طول المقطع المقتبس: إن أبسط قاعدة للتمييز بين الاقتباسات الحقيقية والإشارات
التلميحية أو الاستشهادات من الذاكرة (الحفظ) هي طول المقطع المعني. [6]
الصيغ التمهيدية أو كلمات
الاقتباس: السياق العام مهم
جدًا لتقييم دقة الاقتباس.
الميول الأسلوبية: كل استخدام وتعديل وإضافة وحذف وتبدل للنص، والذي يعود
إلى الميول الأسلوبية للأب، يستبعد من إثبات التقليد النصي. فقط الاقتباس الآبائي
مع احتمال كبير أن يكون آتيا من مخطوطة يمكن النظر فيه لتحقيق أغراضنا. يمكن أيضًا
تسجيل التلميحات أو الاقتباسات من الذاكرة طالما يمكن إرجاعها إلى نص مخطوط معين.
في بعض الأحيان، يمكن لأب كنسي أن يشهد لأشكال مختلفة من النص، مدون في نسخة نستله
آلاند كـ " partim " (على سبيل المثال ptOr).
يمكن أن يعني هذا أن الأب عرف كلا النصين من مخطوطات مختلفة، كما لوحظ غالبًا في
أعمال أوريجانوس. لا ينبغي أن يُنظر إلى هذا على أنه عيب في مصداقية المؤلف
الآبائي. بدلاً من ذلك، من الشهادة المبكرة لأب كنيسة واحد إلى أكثر من شكل نصي
واحد، يمكنك أن ترى أن التغييرات النصية "المهمة" ظهرت وانتشرت في بداية
التقليد النصي.
فيما يتعلق بأوريجانوس، من اللافت للنظر أيضًا أنه وظف كتبة،
وغالبًا ما كان يملي عليهم أفكاره ويطلب منهم إضافة مراجع كتابية فيما بعد. ثم
استمد الكتبة اقتباساتهم الكتابية من مخطوطة لم تكن بالضرورة مماثلة لتلك التي
استخدمها أوريجانوس. يمكن ملاحظة ذلك غالبًا في تعليق أوريجانوس على يوحنا.
بشكل عام، يجب مراقبة كل أب كنسي على حدة من أجل تقييم
عادات الاقتباس؛ وهذا يشمل أيضًا النظر في الجنرة الخاصة بعمله.[7] يمكن أن يؤدي
تقييم الاقتباسات من أنواع مختلفة من الأعمال مثل التفاسير أو المجادلات أو العظات
أو الرسائل أو الخطب اللاهوتية إلى نتائج مختلفة. في التفسير، على سبيل المثال، قد
تتوقع أن المؤلف قد استخدم مخطوطة وعلق عليها باستمرار. ومع ذلك، في العظة، علينا
أن نأخذ في الاعتبار المضامين الوعظية التي يمكن أن تؤثر على استخدام النصوص
الكتابية.
من المحتمل أنه لم يتم توثيق جميع أشكال النقل اليوناني
التي لدينا في المخطوطات المعروفة. لذلك، قد تتضمن الاقتباسات الآبائية بعض التغييرات
الجديدة.
من الممكن أيضًا أن يكون أب الكنيسة قد غيّر نصه بشكل عشوائي
وبالتالي ابتكر قراءة جديدة، وهو ما تشهد عليه أيضًا مخطوطات أخرى. من أجل التعرف
على مثل هذه التغييرات المتعمدة في النص، من المهم ملاحظة سياق الاقتباس، سواء كان
المؤلف يفضل مصطلحات أو تعبيرات معينة وبالتالي يدخلها في نصه الكتابي.
بشكل جوهري، يجب تطبيق معايير الاقتباس الآبائي بدقة. بالنسبة
للنقد النصي للعهد الجديد، يعد تعريف الاقتباس والتلميح في ECM أمرًا ضروريًا. في
ECM للرسائل الكاثوليكية، قمنا بتضمين الاقتباسات بناءً على المبادئ التالية:
"تُستبعد القراءات من الجهاز إذا كان من الممكن أن
تُنسب إلى الميول الأسلوبية للأب ومن غير المرجح كونها موجودة في مصدر
مخطوطاته." [9]
"الاقتباس الحقيقي هو الذي تكون فيه صياغة نص الأب
متطابقة مع قراءة موجودة في تقليد المخطوطات." [10]
"لا تؤخذ التلميحات في الاعتبار إلا إذا كانت تعكس
بوضوح قراءة معروفة".[11]
آمل أن تكون هذه الرحلة القصيرة حول كيفية استخدام ECM
للمصادر الآبائية قد ساعدت في توجيه بعض القراء الجدد في هذا المجال في النقد
النصي.
________________________________________
[1] D.-A. Koch, Die Schrift als Zeuge des
Evangeliums, 11 (English translation mine).
[2]
C. D. Osburn, Methodology in
Identifying Patristic Citations in NT Textual Criticism, In: Novum Testamentum
XLVII,4 (2005), 318.
[3]
C. D. Osburn, Methodology in
Identifying Patristic Citations in NT Textual Criticism, In: Novum Testamentum
XLVII,4 (2005), 318.
[4]
Cf. D.-A. Koch, Die Schrift als
Zeuge des Evangeliums, 15: A
paraphrase is a “freie Wiedergabe eines fremden Textes”.
[5]
D.-A. Koch, Die Schrift als Zeuge
des Evangeliums, 17 (English
translation mine).
[6]
M. J. Suggs, The Use of Patristic
Evidence in the Search for a Primitive New Testament Text, In: New Testament
Studies 4 (1957/1958), 142.
[7]
See M. J. Suggs, The Use of
Patristic Evidence in the Search for a Primitive New Testament Text, In: New
Testament Studies 4 (1957/1958), 143: “If
the ancient writer’s habits were good, then it becomes important to record and
evaluate all his testimony – including his unique readings.”
[8]
See further N. Kiel, “Neue” Varianten
in den Kirchenväterzitaten, In: Novum Testamentum Graecum – Editio Critica
Maior. Die Apostelgeschichte/The Acts of the Apostles. 3 Teilbde. Hrsg. v.
H. Strutwolf, G. Gäbel, A. Hüffmeier, G. Mink u. K. Wachtel. Teilbd. 3: Studien/Studies. Stuttgart: Deutsche Bibelgesellschaft 2017, 39-67.
[9]
Novum Testamentum Graecum. Editio
Critica Maior Bd. IV. Die Katholischen Briefe. Teil 1, 2. revidierte Auflage, 23*.
[10]
Novum Testamentum Graecum. Editio
Critica Maior Bd. IV. Die Katholischen Briefe. Teil 1, 2. revidierte Auflage, 23*.
[11]
Novum Testamentum Graecum. Editio
Critica Maior Bd. IV. Die Katholischen Briefe. Teil 1, 2. revidierte Auflage, 23*.
مترجم عن:
تعليقات
إرسال تعليق