(P.Oxy 5575) نص البردية
مقدمة
فى الواحد والثلاثين من أغسطس عام 2023 (31/8/2023) أعلنت الجمعية المصرية للبحوث[1] عن أكتشاف قطعة صغيرة (عرضها 1.3 × ارتفاعها 3.6) وهى تحتوى على أقوال يسوع, أجزاء إزائية من إنجيل متى ولوقا وتوما.[2]
لإقليم أوكسيرينخوس تاريخ طويل مع البرديات القديمة, وهى عبارة عن مجموعة ضخمة من البرديات, فأضل التقديرات تجعل عدد البرديات المكتشفة فى هذا المكان فقط هو نصف مليون بردية! تضم هذه البرديات مُعاملات تجارية وسجلات وضرائب, والأعمال الومانية واليونانية, كما أنها تحتوى على مخطوطات مسيحية, مثل تراتيل وألحان وعظات, وتحتوى على أسفار قانونية للعهد الجديد وأجزاء من الترجمة السبعينية, بها أيضًا كتابات منحولة. وقد نُشر قريبًا المجلد الأخير عن برديات أوكسيرينخوس, والذى من ضمنه P.Oxy 5575.
تاريخ البردية
بالنظر إلى المخطوطة إستنتج غالب العلماء أنها ترجع إلى القرن الثانى, يؤرخ بانتيجال (Pattengale) وهو حسب ما قرأت, قد سرق هذه المخطوطة من إقليم أوكسيرينخوس, وربما سرق بعض المخطوطات الأخرى, على أى حال, فهو يؤرخ هذه المخطوطة أنها ما بين 140 م. إلى 160 م. ويتابع القول: "أصدقائى, هذه المخطوطة تسبق مخطوطات مهمة ومثيرة للجدل بـ 200 عام, هذا جزء من القائمة التى تدعم القانون."[3]
ولكن كلامه للأسف غير صحيح, فبعد دراسات أكثر للمخطوطة, أتضح أنها عبارة عن دمج لأقوال يسوع من إنجيل توما والأناجيل القانونية, فهى نسخة غير قانونية عن يسوع, وليست مخطوطة لإنجيل متى فقط كما إدعى بانتينجال.
يتشابه خط المخطوطة إلى حد كبير مع خط أربع مخطوطات أخرى تؤرخ بإترياح إلى القرن الثانى:[4]
التاريخ | أسم المخطوطة |
178 CE | CPG II. 1 App. 1 |
157-160 CE or 180-188 CE | P.CtYBR inv. 685 |
161-169 CE | P.Oxy. 36.2761 |
185 CE | C. Pap. Gr. II.1 63 |
وقد لاحظ المحررون أمرًا مهمًا, وهو التشابه الكبير جدًا بين ناسخ هذه المخطوطة ومجموعة أخرى من المخطوطات عن أقوال يسوع (P.Oxy. 60.4009), وهذا يشير إلى أحتمالية أن يكون ناسخ المخطوطتين هو شخص واحد, مشيرًا إلى أن الاثنين "قد يكونان من نفس اليد".
ولو فحصنا تاريخ البردية (P.Oxy. 60.4009) سنرى أنها تشبه إلى حد كبير تاريخ بعض المخطوطات التى ترجع إلى النصف الأول من القرن الثانى أكثر من كونها من النصف الثانى من القرن الثانى:
التاريخ | أسم المخطوطة |
81 CE | Schubart, Pal. Abb. 81 |
133-136 CE | Norsa, Scritt. Doc. XVc |
135 CE (?) | Schubart, PGB 22b |
148 CE | Schubart, PGB 24 |
لذا فالتاريخ الأمثل لهذه المخطوطة هو القرن الثانى كما قلنا.
أهمية المخطوطة
ما يجعل هذه المخطوطة فريدة, هو (1) تاريخها المبكر, كما ناقشنا فهى تعود للقرن الثانى (وفى أسوء الأحوال تعود للقرن الثالث) و(2) هو محتواها الغريب والذى لم يسبق لنا أن نراه فى أى مخطوطة مبكرة, يقول مايكل هولمز:
"ما الذي يجعل هذه مشكلة كبيرة؟ هذا هو أول حدث معروف لنسج مواد مشابهة لما ورد فى إنجيل لوقا ومتى من ناحية، ومواد مشابهة لإنجيل توما - والمعروفة فقط منه - من ناحية أخرى. وفى هذا الصدد المهم، تعد 5575 فريدة من نوعها بين جميع البرديات المعروفة."[5]
يقول دانيال ولاس:
"لقد قمنا جميعًا بشكل مستقل بتأريخ المخطوطة إلى أواخر القرن الثانى أو ربما أوائل القرن الثالث، مما يجعلها أقدم مخطوطة تحتوى على نص من متى 6 (الموعظة على الجبل). ومن الجدير بالملاحظة أن معهد أبحاث نصوص العهد الجديد (INTF) فى مونستر، ألمانيا، يخصص حفنة فقط من برديات العهد الجديد التى تعود إلى القرن الثانى أو الثانى/الثالث. على الرغم من أن هذه ليست من الناحية الفنية بردية للعهد الجديد (إنها توفيقية، بما فى ذلك أجزاء من متى 6، لوقا 12، توما 27، وربما واحد أو اثنين آخرين)، إلا أنها تحتوى على أجزاء من هذه الأسفار فى مثل هذا التاريخ المبكر هو أمر مذهل."[6]
نص البردية
يمكننا بعد كل هذا أن نستغل هذه المخطوطة فى صالحنا, ونحلل ما بها من قراءات لنعرف (1) نوع نص هذه البردية الفريدة و(2) لنعرف مدى جودة نصها ونسخها. درس وفرغ نص هذه المخطوطة بيتر جارى, لذا فسوف نعتمد على النص الذى قام بتفريغه.[7]
وإعتمدنا فى الترجمة العربية على النص الذى ترجمه ستيفين جارانسون وكين إلسون ودانيال ولاس ومايكل هولمز من اليونانية إلى الإنجليزية.[8]
كما يجب أن ننوه أننا إعتبرنا Nestle-Aland 27th هو النص القياسى المُعتمد, العلامة "[]" فى الجزء الخاص بنص البردية يدل أنه جزء مفقود وقمنا بتخمينه, بينما فى نص متى ولوقا فيدل على جزء مشكوك فى أصالته, والقوسين "()" فيدلان على جزء أضفته للترجمة ليكون سهل الفهم. وقد حذفت العناصر المأخوذة من إنجيل توما أو أى مصدر آخر غير قانونى.
إنجيل لوقا | إنجيل متى | نص البردية (المُحرر) |
22:12 أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ، وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ.
24:12 تَأَمَّلُوا الْغِرْبَانَ: أَنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ، وَلَيْسَ لَهَا مَخْدَعٌ وَلاَ مَخْزَنٌ، وَاللهُ يُقِيتُهَا. كَمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُورِ!
27:12 تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو: لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ، وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. 28:12 فَإِنْ كَانَ الْعُشْبُ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ فِي الْحَقْلِ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟
30:12 فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا أُمَمُ الْعَالَمِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ. 31:12 بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. | 25:6 «لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ [وَبِمَا تَشْرَبُونَ]، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ.
26:6 اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟
28:6وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. 29:6 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. 30:6 فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ
غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟ 32:6 فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. 33:6 لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ [اللهِ] وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. | (أقول) لكم: [لا] تهتموا [لحياتكم] بما تأكلون [أو]
لأجسادكم بما [تلبسون] الآب.. الطيور, كيف.. آبا[كم(؟)] السماوى [يطعمهم (؟)] إذًا أنتم [أيضًا].. [تأمل الزنابق] كيف تنمو .. سليمان فى مجد[ه].. [إن كان] الآب [يكسو] العشب الذى يجف ويطرح فى التنور [سوف يكسو (؟)] لك.. انت [أيضا (؟)] لذلك.. لأن أبو[ك] [يعلم].. انت تحتاج. [بدلاً من(؟)] اطلب [مملكته (؟)، وكل هذه الأشياء (؟)] ستُعطى [لك (؟)] أيضًا. |
نستنتج من هذا الجدول: أن نص البردية صغير ومقطع جدًا ولا يكفى لتحديد نوع وجودة هذا النص, كما أن عمليه تنقيته من النصوص غير القانونية عملية صعبة.
لكن تبقى هذه المخطوطة الفريدة الغريبة شاهد على حال بعض المسيحين فى مصر, وإنها بالتأكيد سوف تفتح وابلًا من الأسئلة فى المستقبل.
صورة للبردية من الأمام والخلف
تفريغ لنص البردية
تفريغ كامل لنص البردية بالمقارنة مع إنجيل متى ولوقا وتوما, بيتر جارى
للتحميل:
https://drive.google.com/file/d/1eUxk8JrYd-bHjqE2CE3QYniLBMLy-0eS/view
[3] Brent Nongbri, The Date of the New Oxyrhynchus Sayings of Jesus P.Oxy. 87.5575
[4] Ibid
[5] Michael W. Holmes, What’s the Big Deal about a New Papyrus with Sayings of Jesus? A second-century date for a new Greek fragment with gospel material makes it unique among papyri
[6] Daniel B. Wallace, “Sayings of Jesus” papyrus (P.Oxy. 5575) now published
[7] Peter J. Gurry, Synopsis of P.Oxy. 5575, Matt, Luke, and Thomas, you can download from here:
https://drive.google.com/file/d/1eUxk8JrYd-bHjqE2CE3QYniLBMLy-0eS/view?pli=1
تعليقات
إرسال تعليق